مَن هم المُدَجنة ؟


عبر العصور الغابرة والقرون الماضية اعتاد خصوم أهل السنة وأعداؤهم تلقيبهم بألقاب وأسماء توحي بخطئهم ، وشناعة مذهبهم في محاولة للنيل منهم وتنفير الناس منهم وصرفهم عنهم ، وإبرازهم في صورة مستشنعة مستقبحة .

وللاسم أو اللقب تأثير نفسي على سامعه ،فإن كان اللقب قبيحا أو ذا دلالة سيئة تسبب ذلك في نفور السامع وابتعاده عن صاحبه حتى وإن لم يكن يعرفه أو يخبره جيدا .

لقد أطلق الروافض لقب ( النواصب ) و ( المخالف ) على أهل السنة ، كما عمدت بعض الفرق الضالة إلى تلقيب أهل السنة ب ( الحشوية ) أو ( المجسمة ) وانتهى الأمر في زماننا إلى تلقيبهم ب ( الوهابية ) .

وبعد انتعاشة مذهب الحدادية المهجنة ( وهم المنتسبون إلى محمود الحداد المصري الذي كفَّر علماء المسلمين وأئمتهم وطُرِد شر طردة من أرض الحرمين بسبب تطرفه وغلوه ) بفعل استغلالهم لوسائل التواصل الاجتماعي ( أو السوشيال ميديا ) والتي تجعل من الجاهل أو نصف المتعلم بطلا وقائدا ،وتتيح له التصدر ، استطاع الحدادية المهجنة أن يُكَوِنوا مراكز قوى فرضت على أهل السنة فرضًا ، فلم يجد محمد السليمان الهجين الحدادي ( شمس الدين ) غضاضة في إطلاق لقب المدجنة على أهل السنة لينضم بهذا إلى طابور أعداء أهل السنة وخصومهم ،فقد سار على نهجهم والتزم طريقتهم في تشويه أهل السنة .

كان هذا اللقب ليوحي إلى أتباعه ممن وقعوا تحت تأثير سحره وتهجينه هو و ( المسردب الخليفي ) بقبح أهل السنة وسوء فعالهم لينفرهم منهم ،ومن ثَم يستفيد بهم لنشر فكرته والهجوم على خصومه .

بل تخطى الأمر ذلك كله إلى محاولة سرقة لقب ( أهل السنة ) ليقتصر لقب أهل السنة عليه وعلى من تابعه ووافقه ، ومدحه ، ودافع عنه وعن خطله وزيفه الذي لا زال يبث سمومه عبر مقاطعه وتغريداته .

والحق أن مصطلح ( المدجنة ) هو وهم لا يوجد إلا في رأس السليمان الهجين الحدادي ( شمس الدين ) ولا وجود له على أرض الواقع إلا إذا أجرينا قواعده عليه كما سنرى ، كما أن خطأين فاحشين داخل المصطلح ذاته :

الأول : أنه مصطلح يفتقر إلى الصك العلمي ، والحقيقة والصدق ، فلا يطابق الواقع ،بل يخالفه .

والآخر : أن المصطلح مسروق من كتب التاريخ ، فمصطلح ( المدجنة ) هو مصطلح أطلق على المسلمين الأندلسيين الذين لم يستطيعوا الفرار بدينهم أو مغادرة الأندلس بعد هزيمة المسلمين المفصلية فيها ، كما أن بعضهم فضل المكوث بأرضه وبلاده فلم يفارقها ، وقد كانوا ينعمون ببعض الحرية حتى القرن السادس عشر الميلادي ،ثم طردوا من هناك .

وقد كان لهم أسلوب حياة ونمط معيشة مميز تأثروا فيه بعروبتهم وإسلامهم ، على الرغم من اندماجهم في المجتمع الإسباني وقتها .

كما أنهم قاموا بثورة كبرى بين عامي ( 1264- و 1266) وهي الثورة التي اشتهرت بثورة المدجنين ، وقد استطاعوا الانتصار فيها في باديء أمرهم حتى هزموا وطرد كثير منهم إلى غرناطة بعد هزيمتهم في آخر المواجهات .

وهنا ندرك أن السليمان هجين الحدادية لم يكن إلا لصًا قد سطا على المصطلح وسرقه من كتب  التاريخ وحاول أن يضفيه سلبا على أهل السنة والجماعة لتشويههم ، وتلك شنشنة نعرفها من الهجين الحدادي شمس الدين الذي انعدم إبداعه منذ ظهوره وحتى هذه اللحظة .

لقد وقع الهجين الحدادي كعادته في عدة أخطاء ومخالفات هي :

أولا:

 سرقة المصطلح وهو أمر لا يمكن تمريره بسهولة داخل الأروقة العلمية ، وهذا أدل دليل على خواء عقله وانعدام الإبداع في تفكيره ، وأنه لا يفكر إلا في تشويه عدوه وخصمه فقط .

ثانيا :

أن الهجين الحدادي لا يعرف قواعد أهل السنة وأصولهم في الحقيقة ، وما علمه منها انقلب عليه لأنه لا يحقق مجدا شخصيا له ، فأهل السنة ليسوا مدجنة ولم يعرف عنه استسلامهم لعدوهم أو خصمهم يوما ، بل كانوا مجاهدين بالحجة والسنان واللسان ، والقلم والسيف والرمح ، وصبروا على ما أوذوا لتبقى قواعدهم وأصولهم المبنية على أساس من الوحيين الشريفين ،وهذا لم يكن في زمن الإمام أحمد وحده ، وإنما كان في عدة أزمنة حتى وقتنا هذا ، ويكذب السليمان ما كُتِب ودُوِن في مصادر أهل السنة على مر العصور والتي لم يخالفها أهل السنة الآن ،بل اتبعوها وساروا عليها دون مخالفة أو انحراف عنها ، ومن انحرف عنها كان له منهم النصح أو العذر أو الرد عليه .

ثالثا :

أن السليمان الهجين الحدادي ( شمس الدين ) قد أعلن أنه استخدم هذا المصطلح لأنه يرى أن الأشاعرة قد استطاعوا ترويض أهل السنة استئناسهم وهو معنى التدجين ، ولكن هذا لم يحدث ، ويكذبه الواقع المليء بالردود السنية على الأشاعرة وغيرهم ، غير أن الحقيقة هي :


أن الخليفي استطاع تدجين السليمان الهجين الحدادي من خلال إغداق الأموال عليه ، وإغراقه بالكتب ، كما استأنسه ببعض الهدايا بعد أن لمح فيه نرجسيته واعتداده برأي نفسه فقط ،فصار الهجين الحدادي إلى ما نراه بعد انقلابه على أصول السنة في عذر المخطيء ونصحه ، وعدم موافقته في بعض ما يعتقده ، وأن لقب الإمام الذي يطلق على بعض مَن تلبس ببدعة لا

يعني موافقتهم على الخطأ وإقرارهم به ،بل يحذرون من خطئه ويعذرونه بالجهل أو غلبة الفكرة في وقته ،أو أنه تأول مخطئا ، ويعرفون له فضله في حفظ السنة أو خدمة الشريعة الإسلامية .

رابعا :

أن هذا اللقب إنما أراده الهجين الحدادي ( شمس الدين ) لأمرين :

الأول منهما : تشويه صورة أهل السنة ، فالمصطلح إذا تغير فإن الموقف منه يتغير ، فالتصور العقلي الذي يوحي به المصطلح يؤثر سلبًا بالنفور أو إيجابًا بالقبول في نفس المتلقي .

ومثال هذا : ما وقع لآدم عليه السلام ،  فقد خدعه إبليس بنفس الطريقة وهي تغيير المصطلح ، فسمَّى الشجرة المُحَرمة ب ( شجرة الخلد ) وهنا تغيرت الصورة الذهنية للشجرة في نفس آدم عليه السلام فاجترأ على الأكل منها فطُرِد من الجنة .

وهو أسلوب لا يزال موجودا إلى الآن ، حيث يعمد العدو إلى إطلاق أسماء ومصطلحات وألقاب غير صحيحة على ما حرَّمه الله تعالى ليقبل عليها المسلمون ، فالخمر مشروب روحي عندهم ، والعري والفن إبداع ، والعدو هو الآخر ، والرِّدة حرية ،و الإلحاد فكر .

وهذا ما أراده السليمان الهجين الحدادي ( شمس الدين ) والذي عُرِف عنه الاعتداد بنفسه وازدراء خصومه ، والإلحاح على تشويههم بعدةطرق أهمها تبني فكرة المظلومية، مع إطلاق الألقاب التي من شأنها تشويه المخالف ، والتحريض عليه داخل بلاده .

والأمر الآخر :  الذي من أجله أطلق لقب ( المدجنة ) هو أن الهجين الحدادي ( السليمان ) يريد الاستئثار بلقب أهل السنة واحتكاره لنفسه وهذا ما سيحقق له أنه إن صاح صائح : أنا من أهل السنة فهو بالتبعية مقر له بما أراد ، وتبيع له  ،وموافق لفكره التكفيري ، فيظل هو الأستاذ والآخرون هم التلامذة ، وهو ما يؤكده اعتزازه واعتزاز أتباعه الضُلال بلقب ( المجدد ) وتقديمه في المناظرات على أنه ( ممثل أهل السنة ) وهو ممثل عليهم لا لهم ، وهي محاولات مصيرها الفشل كما باء غيره ممن سبقوه بالفشل والخزي والعار .

والخلاصة :

أن لقب المدجنة يمكننا باطمئنان أن نطلقه على :

محمد بن شمس الدين السليمان ( الهجين الحدادي ) الذي انقلب على أهل السنة انقلابا كبيرا ، وخالف قواعدهم وأصولهم ، ونحا منحى الخوارج في التكفير ، والروافض في التَّقيَّة والكذب ،والمعتزلة باستعداء السلطات وتحريشهم على خصومهم ،وبالتحايل والخداع كما يفعل الباطنية ،وذلك بعد وقوعه فريسة لتدجين الخليفي – كما سبق – وبعد أن دجنته السلطات الألمانية ليكون تدجينه وانقلابه على أهل السنة ضمانا لبقائه بين ظهرانيهم ، فكل من اتبعه فهو مدجن وهم جميعا

 ( مدجنة ) و ( مهجنة ) .

 وأن الهجين الحدادي السليمان مهمته أن يقوم بأمرين :

-تدجين المراهقين ، والبلهاء ، وضعاف العقول والعلم ، والطامحين إلى الشهرة .

-ثم تشويه أهل السنة لصالح الأجندة التي انضوى تحت لوائها بعد تعرضه للاعتقال في ألمانيا .

ويشهد على ما سبق كل أفعاله وأقواله ، فإنه لم يوجه سهما إلا نحو نحور أهل السنة والجماعة .

والله أعلم .





Enregistrer un commentaire

Plus récente Plus ancienne